تحدث السيد بوليف بعد ذلك عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمؤهلات التي تتوفر عليها والتي يمكن أن تبوأها الريادة، فهي في صلب العالم ولها عمق إفريقي وآخر أسيوي ونافذة شمالية على أوروبا وتتوفر على أكثر من 35% من الشباب أقل من 18 سنة وهو مؤشر جد إيجابي يعكس الطاقة الكامنة في المنطقة، وتحدث السيد الوزير عن الموجة الثانية من التنمية التي ستقودها دول جديدة بالمنطقة بعد موجة دول البريكس BRICS ثم قدم تشخيصا للوضعية التي تعيشها المنطقة والتي لا تعكس التحيات التي تنتظرها، بل تعيش تشرذما وصراعات وتغيب التكتلات بكل أشكالها الثقافية والسياسية والاقتصادية والتجارية بينما العالم اليوم أصبحت فيه القوة للتكتلات وهي وحدها القادرة على مواجهة الصعاب والتحديات، فالمنطقة حسب بوليف بحاجة إلى تكتلات حقيقية ترتكز على التكامل بين الدول وعلى التنافسية الإيجابية وتستفيد من الرأسمال البشري الذي يعتبر الشباب ركيزته الأساسية،
وقال بوليف أن القيادة تحتاج إلى استقرار جيوستراتيجي والذي يحتاج بدوره إلى استقرار داخلي وإلى إعادة الثقة للإنسان وفي الإنسان أي تحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة.
رحب السيد الوزير في ختام كلمته بكل أشكال التعاون وقال أن المغرب هو ملتقى الحضارات وملتقى البحرين ويتوفر على مؤهلات اقتصادية واعدة وفرص استثمارية مهمة في مجالات مختلفة ومتنوعة، وختم بأننا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط نمتلك قوة المكان والجغرافيا وقوة الإبداع التي يمثلها الشباب وهي تؤهلنا لقيادة منطقتنا لتحقيق تنمية حقيقية.
وفي مداخلة ثانية، قدم السيد محمد نجيب بوليف الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المكلف بالنقل يوم الخميس 21 نونبر 2013 بإسطنبول في إطار فعاليات ملتقى خليج البوسفور للتعاون الدولي والتنافسية، عرضا حول وسائل النقل المندمجة والمتكاملة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا تطرق خلاله إلى الأهمية الاستراتيجية لقطاع النقل كقطاع أفقي يدخل ويتدخل في جميع مناحي الحياة فلا شيء في الاقتصاد يمكن أن يتم بدون وسائل النقل التي تلعب دورا فعالا في تلاقح الحضارات والمجتمعات وتنقلنا من الجمود إلى الدينامية وللنقل بعد تعريفي يقدم صورة عن الدولة التي تستعمله، و يخلق القيمة الاقتصادية والتجارية فالبترول في دول الخليج يساوي 10 دولارات وفي أوروبا يساوي 100 دولار.
تطرق بعد ذلك السيد الوزير إلى إشكاليات النقل وكيفية التعاطي معها، فالمؤسسات الحكومية لها أهداف سوسيو اقتصادية مرتبطة بالبيئة والأمن والتنمية والمؤسسات الاقتصادية تركز على الربح والجودة والمرونة والأمثلية Flexibilité والموثوقيةFiabilité ، والتحدي أمامنا هو أن نؤسس لطريقة وصيغة توافقية تجمع بين الأهداف الحكومية وأهداف المؤسسات والفاعلين الاقتصاديين.
في الأخير تحدث السيد بوليف عن إشكاليات تدبير مجال ممرات النقل المندمجة والمرتبطة بالتكلفة وربح الوقت واختصار الطريق.
الملتقى الذي يستمر إلى يوم 23 نونبر، كان فرصة أمام الوفد المغربي لتنظيم مجموعة من اللقاءات الثنائية مع وزراء ومؤسسات اقتصادية لدول المنطقة والتعريف بفرص الاستثمار بالمغرب بصفة عامة وفي النقل واللوجستيك بصفة خاصة.
تجدر الإشارة إلى أن ملتقى خليج البوسفور عرف مشاركة وزراء وشخصيات أكثر من 50 دولة وهو محطة سنوية لمناقشة القضايا المرتبطة بالتعاون من أجل تحقيق التنمية المستدامة وشروط التنافسية.