وشكل برنامج التأهيل الحضري المندمج الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس في فبراير الماضي ، والذي يمتد على مدى ثلاث سنوات (2014/ 2016) ، واحدا من المشاريع التنموية المهيكلة التي تروم الحفاظ على الموروث التاريخي لهذه المدينة العريقة ، وتحسين ظروف عيش ساكنتها ، وبعث دينامية جديدة في قاعدتها السوسيو اقتصادية .

ويتمحور هذا البرنامج المندمج الذي رصدت له استثمارات تجاوزت مليار درهم ، أربعة محاور أساسية ، هي الحفاظ على ثقافة وتراث المدينة، وتعزيز البنيات التحتية الأساسية، وتطوير قطاعي السياحة والصناعة التقليدية ، ومحاربة السكن غير اللائق .

ويسعى هذا المشروع إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للساكنة وتسهيل الولوج إلى الخدمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الضرورية ، فضلا عن الارتقاء بالمدينة إلى مستوى قطب سياحي لاسيما وأنها تتوفر على مؤهلات هامة تجعل منها قطبا سياحيا وثقافيا متميزا ، مما سيساهم في تعزيز مكانة المدينة ضمن خريطة التراث العالمي الانساني.

وفي سياق هذا البرنامج الحضري المندمج ، أعطيت انطلاقة اشغال تهيئة كورنيش مدينة سلا بتكلفة تقدر ب28 مليون و800 ألف درهم. ويشمل ، التهيئة الخارجية لمساحة تغطي 25 هكتارا.

وفي إطار محاربة السكن غير اللائق ، أعطيت انطلاقة برنامج تأهيل دوار البراهمة بالجماعة القروية عامر على مساحة 104 هكتار ، بتكلفة إجمالية بلغت 192 مليون درهم . ويستهدف هذا المشروع الذي من المرتقب أن يكون جاهزا في يوليوز 2017 ، 6 آلاف أسرة تعيش ب11 دوارا. كما يشمل المشروع الذي تساهم فيه وزارتا الداخلية والسكنى وسياسة المدينة والجماعة القروية عامر والمستفيدون، أشغال التطهير، والتجهيز بالماء الصالح للشرب، وأشغال الطرقات والإنارة العمومية.

ومن أجل تقوية الشبكة الطرقية بالمدينة، تم بالجماعة الحضرية لسيدي ابو القنادل ، تدشين مشروع تثنية الطريق الإقليمية 4002 الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 1 والطريق السيار الرباط سلا على طول 1ر6 كلومتر بكلفة بلغت 78 مليون و700 ألف درهم . ويشمل هذا المشروع أيضا تثنية قنطرة على مستوى السكك الحديدية ، وتهيئة ملتقيين طرقيين دائريين بين الطرق رقم 1 و 4002و 4003 ، والتشوير العمودي والأفقي وتحويل الشبكات ونزع الملكيات .

ويهدف هذا المشروع الذي تساهم فيه كل من وزارة التجهيز والنقل ومجلس جهة الرباط سلا زمور زعير ، ومجموعة العمران ، ومجموعة الضحى ، إلى ربط مدينة بوقنادل وشمال مدينة سلا بالطريق السيار وتأهيل المنطقة عبر الطريق السيار دون المرور عبر مدينة سلا .

كما أعطيت انطلاقة أشغال توسيع وتقوية الطريق الجهوية رقم 407 بين جهة الرباط سلا زمور زعير وجهة تافيلالت بكلفة بلغت 18 مليون درهم .

من جهتها أعطت المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمدينة سلا خلال سنة 2014 دفعة قوية للدينامية التنموية التي تعرفها المدينة ، والتي تروم تعزيز تجهيزات القرب وتحسين إطار عيش الساكنة وذلك في إطار الرؤية الملكية التي تضع العنصر البشري لا سيما الشباب في صلب الأوراش الكبرى الجاري إنجازها بالمملكة.

وفي هذا السياق، ومن أجل تعزيز البنية السوسيو رياضية، وتطوير الأنشطة الرياضية، تم إنجاز مركبين سوسيو رياضيين للقرب بكل من سلا الجديدة وحي سعيد حجي ، وقاعتين مغطاة متعددتي الرياضات بكل من حي السلام وسلا الجديدة بغلاف مالي يفوق 21 مليون درهم .

ويهدف المشروعان اللذان سيعززان البنيات الرياضية بالمدينة ، إلى خلق فضاءات للتدريب وتنظيم الأنشطة الرياضية ، بغية إبراز مواهب وكفاءات جديدة في المجال الرياضي، كما سيمكنان من تطوير الملكات الرياضية لدى الشباب والأطفال ومحاربة جنوح الاحداث وتحفيز الاندماج السوسيو رياضي للساكنة المستهدفة.

ومن أجل تأهيل وتطوير قدرات الشباب وصقل مواهبهم وتمكينهم من برامج تأهيلية تتيح ولوجهم إلى سوق الشغل ، تم إحداث مركز تكوين وإدماج الشباب بحي قرية سيدي موسى بسلا الذي يعنى بالادماج السوسيومهني والتنشيط الثقافي والتربوي للشباب .

وستتيح مختلف هذه المنشآت السوسيو رياضية والثقافية ، فرصة ملائمة للشباب لتسهيل اندماجهم ، ومحاربة كل أشكال التهميش والاقصاء في الاحياء المجاورة .

ومن شأن هذه الدينامية السوسيو اقتصادية التي انخرطت فيها مدينة سلا أن تعزز بنياتها التحتية الأساسية كما ستحافظ على توازنها البيئي وتحقق رفاهية ساكنتها .

ومع ​​