وفي كلمته، أشار السيد الوزير إلى أهمية قطاع الطيران المدني الذي يعتبر عنصرا أساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع البلدان، ويحظى باهتمام خاص في التوجهات الحكومية، إذ يعتبر رافعة أساسية لتنمية السياحة، لفك العزلة عن مختلف جهات العالم وإنعاش المبادلات السوسيو اقتصادية بواسطة تسهيل نقل الأشخاص والممتلكات، الشيء الذي ييسر خلق فرص العمل سواء على مستوى الصناعات أو البنيات التحتية لنظام النقل.

وأبرز السيد الوزير السرعة القصوى التي يتطور بها القطاع والتغيرات التي يعرفها عالميا، بالإضافة إلى سرعة تأثر هذا القطاع بعوامل ذات صلة بتقلبات الأسعار العالمية أو الأحداث السياسية أو الاجتماعية التي تعرفها بعض المناطق. ولأنه أصبح من الضروري التأقلم مع المحيط الدولي، أشار السيد الوزير إلى سياسة تحرير قطاع النقل الجوي التي تبناها المغرب في دجنبر 2006 وذلك بالتوقيع على اتفاق "السماء المفتوحة" مع الاتحاد الأوروبي، وما أدى إليه من نتائج إيجابية، حيث تحسن العرض الدولي الجوي بشكل واضح كما ساهم في تحرير الأسواق و تحسين شروط المنافسة، وشجع الاستثمار، وعمل على إنعاش وتطوير السياحة مع إعطاء صورة مشرفة للطيران المدني بالمغرب. كما أشار السيد الوزير إلى التطور الذي شهده قطاع صناعة الطيران، خاصة بعد إقامة بعض الشركات مصانع لها بالمملكة، مما سيكون له آثار اقتصادية على هذا القطاع وكذا على الصادرات المغربية.

وعلاقة بموضوع النقل الجوي في القارة الإفريقية، أكد السيد الوزير أن المغرب يعمل على تعزيز وتقوية حضوره في القارة الإفريقية، وذلك لكي يكون له دور مهم في تدعيم مسلسل التعاون جنوب ـ جنوب. وهكذا عملت الوزارة انطلاقا من الموقع الاستراتيجي لمطار محمد الخامس على تعزيز الشبكة الحالية مع افريقيا الوسطى والغربية، وتوسيع الخدمات المنتظمة إلى الأسواق الأفريقية الأخرى، وذلك من خلال إبرام اتفاقات أكثر ليبرالية مع جميع دول السوق الأفريقي، لتدعيم مكانة الخطوط الملكية المغربية كأداة لتنمية استراتيجية و تطوير الشبكة الجوية المرتبطة بقطب الدار البيضاء، الذي وصل عدد الخطوط الجوية المرتبطة بالسوق الإفريقي إلى 24 و بعدد رحلات أسبوعية تصل إلى 137 خلال صيف 2014.

وعلى هامش الدورة الثالثة لمنتدى الطيران الافريقي 2014، عقد السيد الوزير اجتماعا ثنائيا مع السيد فوستو ابيسو فوما، وزير الطيران المدني بجمهورية غينيا الاستوائية، حيث ثمن الطرفان مناخ التعاون الإيجابي بين البلدين، كما تم تدارس العلاقات الثنائية التي تجمع كلا من المملكة المغربية وجمهورية غينيا الاستوائية. ولقد أعرب الوزير الغيني عن رغبته في الاستفادة من الخبرة المغربية التقنية في مجال الطيران المدني، فضلا عن إمكانية تأمين دورات تكوينية لصالح أطرهم العاملة حاليا وكذا المستقبلية في القطاعات المتعلقة بمجال الطيران المدني، وثمن المجهودات التي يقوم بها المغرب تجاه افريقيا، وأعرب عن استعداد بلده إلى تقديم عروض تجارية بخصوص مجال النقل الجوي، وذلك لربط أفضل بين البلدين. وذلك انسجاما مع الإرادة المولوية السامية الرامية إلى تطوير التعاون جنوب- جنوب، ليكون أداة تنموية في خدمة شعوب إفريقيا.

ومن جانب آخر، عقد السيد الوزير اجتماعا ثنائيا مع السيد فؤاد العطار، المدير العام لشركة "إيرباص" في الشرق الأوسط، حيث تمت دراسة سبل تعزيز تواجد "إيرباص" بالمجالات الصناعية والمجالات ذات صلة بالتكوين والبحث والتطوير. كما ثمن السيد الوزير المبادرات الحالية التي تبنتها شركة "إيرباص" والرامية إلى البحث عن المواهب الشابة في مجال صناعة الطائرات من أجل الدفع بهذا المجال إلى الأمام. كما نوه السيد الوزير بعملية تطوير الحس الابتكاري لدى الأطفال وذلك من خلال برنامجين هما: The Little Engineer Workshop و The Future by Airbus

وللإشارة، فإن هدف المنتدى الثالث للطيران المدني الذي تدعمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا (UNECA)، إلى جمع كل الأطراف الإفريقية الفاعلة في هذا القطاع الاستراتيجي من أجل مناقشة التحديات والآفاق للخروج بتوصيات من شأنها أن تساعد صانعي القرار في جعل الطيران رافعة استراتيجية للتنمية على المستوى القاري.