وأبرز الوزير، في عرض قدمه بالنيابة عنه نائب مدير الاستراتيجية بالوزارة، هشام عبد العزيز مومني، بمناسبة المنتدى الإفريقي السابع للبنية التحتية، أن المسار الذي نهجه المغرب يأتي لتجاوز إكراهات الميزانية العامة للدولة.

وسجل أن المغرب أرسى بشكل فعلي لبنات هذا النموذج، خاصة بالنظر إلى القوانين التي تم إعدادها في هذا المجال، من أجل تأطير هذه الشراكة لكن أيضا بالنسبة لجميع الضمانات المقدمة للمستثمرين لتمكينهم من رؤية أفضل، وبالتالي اللجوء إلى الاستثمار المضمون.

وأشار السيد الرباح أيضا إلى أن التجهيز والنقل واللوجستيك، تشكل قطاعات اقتصادية واجتماعية ملائمة لتنافسية الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الأجنبية، وفي ذات الوقت منتجة للقيمة المضافة والثروة و الشغل.

وأشار في هذا الصدد، إلى المحاور الاستراتيجية الثلاث للوزارة والمتمثلة في التنافسية، والتنمية العادلة والمستدامة، والشفافية، والحكامة الجيدة، والنجاعة، وأخيرا جودة وسلامة خدمات النقل.

وأضاف أنه من بين الأهداف الاستراتيجية التي ينبني عليها البرنامج المرحلي والسنوي للوزارة، مواصلة الأوراش الكبرى من أجل تنمية عادلة ومستدامة وعرض فرص هامة للشغل، ومساعدة المقاولات وتنمية قدرتها التنافسية بهدف تشجيعها على إقامة شراكات متقدمة مع القطاع الخاص ومع الفاعلين الآخرين في القطاع العام.

وفي ما يتعلق بقطاع الطرق السيارة، أشار الوزير إلى أن المملكة تواصل إنجاز مشاريع مهيكلة لبلوغ شبكة تقارب 1800 كلم من الطرق السيارة ابتداء من 2015، مشيرا إلى أن مخطط الطرق في أفق 2035 ، يتضمن بناء 1800 كلم على مدى 20 إلى 25 سنة المقبلة. واعتبر السيد الرباح أن الأولويات الكبرى الأخرى للحكومة، تكمن في الحفاظ على الرصيد الطرقي، وفك العزلة عن العالم القروي، وتحسين مستوى خدمات الشبكة، وإنجاز 600 كلم إضافية من الطرق السريعة، وتحديد برنامج وطني إضافي للطرق القروية.

وبخصوص قطاع السكك الحديدية، يضيف الوزير، بلغ المغرب حاليا مرحلة جديدة مع انطلاق إنجاز المخطط المديري لخطوط القطارات فائقة السرعة لبلوغ 1500 كلم من الشبكة في أفق 2035، والتي توجد أشغال الخط الأول الرابط بين طنجة والدار البيضاء على مسافة 300 كلم في طور الإنجاز.

وفي ما يتعلق بقطاعات الموانئ والنقل البحري، يؤكد السيد الرباح، فإن المغرب، وعيا منه بأهميتها الاستراتيجية باعتبارها مكونات أساسية في تأمين اقتصادها على المستوى الإقليمي، اعتمد استراتيجية تروم تأمين تراب المملكة ببنيات تحتية مينائية فعالة وتنافسية وملائمة للمهام المنوطة بها.

وهكذا، يوضح السيد الرباح أنه تم وضع برنامج لتأهيل البنيات التحتية القائمة وإنجاز مشاريع جديدة ، ملاحظا أن الميناء الجديد " طنجة المتوسط 1" الذي دخل مرحلة الاشتغال سنة 2007 ، وإطلاق ميناء " طنجة المتوسط 2" يعكسان مدى الجهود التي يبذلها المغرب لتطوير رصيده من البنيات التحتية المينائية . وسجل الوزير أنه ابتداء من سنة 2015 سيكون هذا المركب المينائي أحد أهم أرضيات الحاويات بالمتوسط بطاقة استيعابية تفوق 5ر8 مليون حاوية ، مشيرا إلى أنه من خلال هذا الميناء الضخم المطل على المضيق ، والمتواجد في ملتقى الممرات البحرية العالمية (14 كلم بين أروبا وإفريقيا ) سيعزز المغرب انخراطه في الإقتصاد العالمي.

وأضاف أنه في إطار نفس الرؤية ، أطلق المغرب إنجاز مركب مينائي جديد بالجهة الشرقية " الناظور غرب المتوسط " المخصص للمحروقات ، والحاويات والبضائع المتنوعة ، ويعتزم إحداث موانئ أخرى استراتيجية للاقتصاد الوطني .

وفي مجال المطارات ، قال الوزير إن المملكة وفي إطار تطوير شبكتها للنقل الجوي تعتزم تجسيد مخطط إستراتيجي للمطارات يرتكز أساسا حول الرفع من الطاقة الإستيعابية للمطارات وإعادة تنظيم الفضاء الجوي المغربي .

وأشار إلى أن المغرب يعمل في هذا الصدد على تعزيز موقع مطار محمد الخامس بالدار البيضاء كقطب جوي إقليمي وتطوير المطارات ال 14 الأخرى من خلال الرفع من طاقتها الاستيعابية .

وذكر بأن المغرب يرتبط حاليا بأزيد من 50 بلدا وأزيد من 110 مطار أجنبي عبر خطوط منتظمة وحوالي 1330 رحلة أسبوعية ، مسجلا أن الهدف هو الوصول إلى 24 مليون مسافر في أفق سنة 2020 ، و50 مليون سنة 2030 ، علما بأن عدد المسافرين يقدر في الوقت الراهن ب 5ر16 مليون .

وأضاف "إننا نعمل أيضا على تسريع وضع إستراتيجية لوجستيكية جديدة من خلال إنجاز مخطط وطني للمناطق اللوجستيكية على مساحة تناهز 3 آلاف هكتار منها ألفي هكتار في أفق 2015 2016 ، وهو ما من شأنه أن يسهم في جعل المغرب أرضية لوجستية من مستوى عالمي في المنطقة .

من جانبه أشاد وزير البنيات التحتية الاقتصادية الإيفوارية باتريك آشي بالتجربة المغربية في مجال تطوير البنيات التحتية التي وصفها ب " المميزة " ، مشيرا إلى أن هذا النموذج الناجح ينبغي أن يشكل مصدر إلهام لبلدن أخرى بالقارة .

كما أبرز جودة علاقات التعاون والشراكة بين البلدين والروابط الأخوية التي تجمع بين الرئيس الإيفواري الحسن وتارا وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مذكرا بأن أبيدجان والرباط ترتبطان بالعديد من اتفاقيات الشراكة في مختلف المجالات الإستراتيجية .

ويعرف المنتدى التي تنظمه " إي كونفرانس" حول " تحديث وإعادة تأهيل البنيات التحتية للنقل، حالة إفريقية مستعجلة" ، مشاركة وفد مغربي هام يضم أطرا ومهنيين، فضلا عن خبراء وأصحاب القرار يمثلون حوالي عشرين دولة .