وقد انطلقت المبادرة بتجربة نموذجية أولى تشمل 10 مدارس تهدف إلى تعزيز التطور الذاتي للتلاميذ، وذلك من خلال تهيئة بنيات تحتية ملائمة، وتدعيم تربيتهم بأنشطة ترفيهية تهدف الى تحسيسهم بالسلامة الطرقية والتنمية المستدامة. وسيتم تعميم هذه التجربة لتشمل 350 مدرسة ابتدائية مجاورة لشبكة الطرق السيارة بالمغرب.

إن ما يميز هذا البرنامج، الذي يعتبر الأول من نوعه ضمن مؤسسة عمومية، هو تعبئته لـ 350 موظفة وموظف بالمؤسسة ليتولوا مهمة رعاية مدرسة من هذه المدارس، مما يخول انخراط الموارد البشرية للشركة في مشروع يحمل قيم التضامن والتعاطف.

ينتظم البرنامج في صيغ متعددة بحسب الفئة المستهدفة ومجال الأنشطة المعني، من قبيل برنامج " جيل الأمل " الموجه الى تلاميذ المدارس، وبرنامج " الجيل القائد " الموجه الى طلبة مدارس المهندسين والوسط الجامعي ذي الصلة بالبحث العلمي و التنمية.

ولقد مكن البرنامج، منذ انطلاقته في 2008، من إعادة تأهيل 325 مدرسة مجاورة للطرق السيارة، وتضيف النسخة الجديدة من البرنامج " جيل الأمل " بعدا تربويا وأكثر إنسانية. بالتالي، فهناك مكونان في صلب العمل في إطار هذا البرنامج:

1. مكون "التطور الذاتي ضمن الفضاء المدرسي" من خلال تهيئة البنيات التحتية الأساسية وإعادة تأهيل/إنشاء فضاءات جديدة للتعلم، وتهيئة وتعزيز المساحات الخضراء. ويعد هذا المكون شرطا أساسيا لأن الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب ترغب في إضفاء لمسة جمالية على الفضاءات قبل الخوض في مكون التربية والتحسيس.

2. مكون "التربية والتحسيس" من خلال أنشطة تربوية للتحسيس بالسلامة الطرقية والتنمية المستدامة، وذلك عبر تنظيم ورشات متخصصة، وفضاءات مهيأة بطريقة فنية وترفيهية-تربوية.

لقد استفادت 10 مدارس ابتدائية، تم انتقاؤها في شهر يونيو 2018 في مختلف جهات المملكة، من تجربة نموذجية أولى استهدفت تأهيل البنيات التحتية الضرورية لتنفيذ برامج التربية والتحسيس. و بفضل التزام وانخراط فرق المديريات الجهوية، فقد تمت عمليات التأهيل خلال عطلة صيف 2018، وقد شملت أشغال الصباغة والتحصين من التسربات المائية، والكهرباء، والنجارة، والوحدات الصحية، وشبكة التطهير، وإعادة تهيئة فضاءات الاستراحة، والمساحات الخضراء، وملاعب الرياضة، إلخ. وقد أمكن بالفعل استقبال التلاميذ منذ الدخول المدرسي الموالي في بيئة حياة جديدة تماما، ممتعة وكفيلة بتعزيز تطورهم الذاتي.

من أجل ضمان ديمومة البرنامج وتعزيز الروابط الإنسانية، من جهة، ولتمكين الموارد البشرية للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب من الانخراط بشكل شخصي في هذا البرنامج المندرج في إطار المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة، من جهة ثانية، فإن كل مدرسة ستكون تحت رعاية موظفة أو موظف لمدة سنة. وسيقوم كل راع أو راعية بدور قناة الوصل بين مدرسته أو مدرستها و مؤسستنا من خلال الالتزام بالحفاظ على الروابط بين الإدارة وأطفال المدرسة، حتى نكون في الاستماع لاحتياجاتهم ونعمل على تحسين ظروف التمدرس والتحصيل لديهم.