خلال كلمته أكد السيد الوزير أن موضوع السلامة الطرقية موضوع يهم الجميع وليس محصورا على قطاع وزاري معين بل إنه شأن مجتمعي ينخرط فيه الجميع. وأشار السيد الوزير أن بعد الانتهاء من تطبيق الاستراتيجية الوطنية المندمجة للسلامة الطرقية التي شرع في تنفيذها منذ سنة 2003 تقرر العمل على تقييم شامل لهذه الاستراتيجية لاستخلاص نجاحاتها وإخفاقاتها. و حرصت الوزارة الوصية، من أجل مواجهة النزيف الذي تخلفه حرب الطرق يوميا ، على مواصلة تنفيذ محاور التوجهات الاستراتيجية للسلامة الطرقية خلال الفترة 2013-2016، من خلال إيلاء أهمية خاصة للعنصر البشري على مستوى التكوين والتأهيل وكذا التدابير الوقائية، باعتباره من بين المداخل الأساسية التي يمكنها المساهمة بشكل فعال في تحقيق نتائج إيجابية في مجال السلامة الطرقية.
كما أشاد السيد الوزير بالمقاربة التشاركية التي تعتمدها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير والتي تروم إعطاء صبغة مجتمعية لهذا الملف الهام الأمر الذي مكن من انخراط مختلف القطاعات الوزارية المعنية بهذا الأمر، وكذا القطاع الخاص بعديد من مكوناته استشعارا منه لهذه المسؤولية الجسيمة، كما انخرط كذلك عديد من الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين ومكونات المجتمع المدني والفنانين والفنانات الذين أبوا إلا أن يعطوا مساهمة نوعية ودفعة قوية للتحسيس بالموضوع، وذلك من خلال أداءهم المتميز من أجل المساهمة في الحد من ضحايا حرب الطرقات.
وأضاف السيد الوزير بأنه إذا كانت النتائج المسجلة أواخر 2013 تشير إلى انخفاض عدد قتلى الطرق، وعدد الجرحى في حالة خطيرة بحوالي %9 ، فإن من شأن هذه الخطوة الإبداعية الجديدة أن تمكن من فتح حوار مجتمعي متميز حول السلامة الطرقية والوقاية من حوادث السير.
هذه الخطوة الإبداعية الجديدة تعتمد أساسا على بث مواد تلفزية تحسيسية على مختلف القنوات الوطنية كبرنامج "ملفات السلامة الطرقية "، وبرنامج "دقيقة من عمرك"، وسلسلة تلفزية أسبوعية من 30 حلقة بعنوان "سلامة ريحانة" من بطولة محمد الجم ودنيا بوطازوت وعبدالله ديدان، بالإضافة إلى برنامج "فيق فالطريق" والذي يرتكز على إعادة تمثيل الحوادث الخطيرة التي بصمت المغرب الحديث. وأكد السيد الوزير أن كل هذه البرامج والعمليات من شأنها أن تدخل ظاهرة حوادث السير وسبل الوقاية منها إلى كل بيت مغربي، وأن لا تبقى هذه الظاهرة محصورة في إشارات قانونية وزجرية.
وفي كلمته أشاد السيد وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى الخلفي، بأهمية هذا البرنامج الذي سيفتح آفاقا جديدة في مجال التواصل والتحسيس والتربية على السلامة الطرقية. كما قدم السيد الوزير الشكر لكل الطاقات الإبداعية الوطنية من كتاب سيناريو ومخرجين وممثلين وفرق تقنية التي ساهمت في إنتاج المواد التواصلية الجديدة التي سيتم عرضها على القنوات العمومية ابتداء من شهر فبراير.