وقال حسن لمشيشي عن مكتب دراسات مكلف بإنجاز هذا التقييم، خلال ندوة حول تقييم البرنامجين الوطنيين الأول و الثاني للطرق القروية، في موضوع "20 سنة من فك العزلة عن العالم القروي"، إن عدد الأيام التي شهدت انقطاعا في الطرق القروية انتقل من نحو 20 يوما إلى أقل من 5 أيام، أي أكثر بقليل من 14 يوما من الانقطاعات التي تم تفاديها.

وأوضح أن هذا الانخفاض، وهو "نتيجة مباشرة لتحسن جودة الطرق "، كان أكثر أهمية على مستوى الطرق التي أنجزت ضمن البرنامج الوطني الثاني للطرق القروية (ناقص 78,6 في المائة)، مقابل (ناقص 68,8) في المائة بالنسبة للبرنامج الوطني الأول للطرق القروية ، مشيرا إلى أن الانخفاضات الأكثر أهمية سجلت على مستوى جهات تادلة -أزيلال (ناقص 56,3 يوم في السنة) ومراكش- تنسيفت- الحوز (ناقص 39,7 يوم في السنة) والجهة الشرقية (ناقص22 يوم في السنة).

من جانبها، تقلصت المدة المتوسطة للمسارات الطرقية الرئيسية التي سلكها الناقلون بنسبة 30,6 في المائة (34,4 في المائة على مستوى البرنامج الوطني للأول للطرق القروية و26,6 في المائة على مستوى البرنامج الوطني الثاني) خارج فصل الشتاء، مضيفا أن أهم الانخفاضات، خارج فصل الشتاء، سجلت على مستوى جهات سوس-ماسة-درعة (ناقص 53,8 في المائة) والرباط-سلا-زمور- زعير (ناقص 33,9 في المائة ) وجهة الجنوب (ناقص 31,7 في المائة).

كما سجلت الدراسة ارتفاعا بنسبة 75,4 في المائة في معدل حركة المرور اليومية في يوم عادي، فيما بلغت هذه النسبة 94 في المائة خلال يوم السوق، مشيرة إلى أن الزيادة المسجلة في حركة السير كانت أكثر أهمية على مستوى السيارات الخاصة والشاحنات منها على مستوى وسائل النقل الأخرى في يوم عادي.

وبحسب هذه الدراسة، فإن سعر نقل الأشخاص، وبفضل الظروف الجيدة للنقل وعرض جيد لخدمات النقل، تراجع بنسبة 26 في المائة، فيما انخفض متوسط ثمن نقل السلع بنسبة 14,7 في المائة (من 24, 3 درهم للطن عن كل كيلومتر إلى 76 ,2 درهم للطن عن كل كيلومتر، أي بناقص 48, 0 درهم).

وفي كلمة في افتتاح أشغال الندوة، أكد وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، السيد عزيز الرباح، أن البرنامجين الوطنيين للطرق القروية يشكلان "تجربة رائدة " مكنت من فك العزلة عن العالم القروي وتنميته اجتماعيا واقتصاديا.

وأبرز السيد الرباح أن هذين البرنامجين، اللذين تم الشروع في إنجازهما منذ سنة 1995 ، والهادفين إلى فك العزلة عن العالم القروي، ساهما في تحسين الولوج للخدمات الاجتماعية، وفي تخفيض كلفة النقل، وبالتالي التخفيض من معدل الهجرة القروية.

من جهته، تطرق رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، السيد نزار بركة، إلى التقدم الاجتماعي والاقتصادي الذي تم تحقيقه في العالم القروي، وذلك، على الخصوص، بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والبرامج الحكومية لفك العزلة .

وقال السيد بركة إن المجلس يطمح، من خلال آرائه، إلى المساهمة في بلورة سياسات عمومية، تأخذ بعين الاعتبار البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمؤسساتي.

ووفقا لمديرية الطرق، فإن البرنامج الوطني الأول للطرق القروية (1995-2005 )، مكن من إنجاز ما يناهز 11.000 كلم، مما أدى إلى رفع نسبة الولوج إلى الشبكة الطرقية من 36 في المائة إلى 54 في المائة، بينما يروم البرنامج الوطني الثاني للطرق القروية، الذي أعطيت انطلاقته سنة 2006، إنجاز 15.560 كلم، ومعدل ولوج إلى الشبكة الطرقية يصل إلى 80 في المائة.

ومع