أخبار
Ignorer les commandes du Ruban Passer au contenu principal
.لن يكون هذا الموقع متاحا يوم السبت 14/11/2020 لأسباب تتعلق بالصيانة

A+     A-

جهة العيون- الساقية الحمراء...من مسيرة التحرير إلى مسيرة التشييد والبناء

A+     A-
04.11.2015العيون 4 نونبر 2015/ومع/ عرفت جهة العيون-الساقية الحمراء، بعد أربعة عقود على تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، التي شكلت حدثا بارزا في تاريخ المغرب المعاصر وملحمة لمبدعها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، مسيرة للتشييد والبناء والتنمية أطلقها جلالة الملك محمد السادس حرصا من جلالته على جعل هذه الجهة فضاء للتنمية المندمجة والعيش الكريم لأبنائها.

فبعد هذه الملحمة التي تم بفضلها تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة من الاحتلال الاسباني، انطلقت مسيرة التنمية ببرامج استعجالية لتدارك الخصاص في البنيات التحتية التي كانت تفتقر إليها هذه الربوع، قبل أن تتعزز بمنجزات مكنت هذا الجزء الغالي من المملكة من بلوغ مستوى متقدم من التنمية الاقتصادية والاجتماعية ساهمت في إنجازها مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية والمجالس المنتخبة، وكذا الفاعلون المحليون.

ومن بين المؤشرات التي تجسد أهمية هذه الجهود التنموية بالجهة، خاصة بعد إنشاء وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، والتي وضعت عددا من البرامج التنموية باستثمارات قدرت بملايير الدراهم، وضع برامج سكنية متنوعة تم بفضلها تدارك العجز العمراني والقضاء على السكن غير اللائق، حيث تم إعلان مدن العيون وبوجدور والداخلة مدنا بدون صفيح، فضلا عن الاستجابة للطلب المتزايد على السكن بهذه الربوع من المملكة.

وموازاة مع برامج القطاع العمراني، وضعت الدولة مشاريع استثمارية هامة في قطاع الماء الصالح للشرب بالأقاليم الجنوبية، منها تلك التي أنجزت بجهة العيون- الساقية الحمراء، حيث تم إنشاء البنيات التحتية المتعلقة بقطاع الماء وخاصة محطات تحلية مياه البحر باستثمارات كبرى، وهو ما مكن من تزويد ساكنة الوسط الحضري بهذه المادة الحيوية بنسبة 100 في المائة.

وعلى مستوى التزود بالكهرباء، تم ربط الأقاليم الجنوبية بالشبكة الوطنية للكهرباء بواسطة خط ذي توتر جد عال طوله مئات الكيلومترات بعد أن كان توفير هذه المادة يؤمن انطلاقا من محطات تشتغل ب"الفيول" و"الغازوال"، فضلا عن إنجاز مشاريع للطاقات المتجددة، كمشروع الطاقة الريحية بطرفاية، الذي يعد أكبر مشروع للطاقة النظيفة على مستوى القارة الإفريقية، والذي أنجز في إطار الدينامية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

وبهدف فك العزلة عن الأقاليم الجنوبية، عملت الدولة منذ استرجاع هذه الأقاليم على تزويدها بشبكة طرقية من خلال بناء وتجديد أزيد من ثلاثة آلاف كيلومتر من هذه الشبكة باستثمارات تجاوزت 5ر3 مليار درهم بعدما كان طولها قبل سنة 1975 لا يتعدى 70 كيلومترا.

وتتوفر جهة العيون- الساقية الحمراء، على غرار باقي أقاليم المملكة، على شبكة للمواصلات السلكية واللاسلكية ذات التكنولوجيا العالية كالهاتف الثابت والمتنقل والألياف البصرية والأنترنت والأنترنت المحمول من الجيلين الثالث والرابع.

وشملت هذه الطفرة التنموية أيضا قطاع التعليم، حيث أصبحت الجهة تتوفر على 144 مؤسسة للتعليم الابتدائي من بينها 65 مؤسسة بالقطاع الخاص، و47 مؤسسة للتعليم الثانوي الإعدادي 15 منها بالقطاع الخاص، و35 مؤسسة للتعليم الثانوي التأهيلي، من بينها 13 مؤسسة بالقطاع الخاص.

وتتوفر الجهة، أيضا، على ملاعب لكرة القدم كمركب الشيخ محمد الأغظف بالعيون وملاعب أخرى بالعيون والسمارة، وكذا قاعات مغطاة وحلبة لألعاب القوى ومراكز سوسيو-رياضية وملاعب للقرب إلى جانب دور للشباب ومراكز للتربية والتكوين ومركبات ثقافية ومكتبات وسائطية.

وبدورها، عرفت البنية التحتية الاستشفائية نموا ملحوظاº حيث أصبحت هذه الأقاليم تتوفر على عدد من المراكز الصحية وثمان مستشفيات، ثلاثة منها بالعيون واثنان بالداخلة ومستشفى واحد بكل من طرفاية والسمارة وبوجدور في وقت لم تكن تتوفر فيه هذه الأقاليم قبل المسيرة الخضراء سوى على مستشفى واحد بمدينة العيون.

وحظي قطاع الموانئ والمطارات بجهة العيون- الساقية الحمراء باهتمام كبير بالنظر إلى حجم الاستثمارات التي تم من خلالها إنشاء وتعزيز البنيات التحتية بكل من مطار الحسن الأول بالعيون وموانئ طرفاية والعيون وبوجدور وتزويدها بالمنشآت العصرية التي تمكن من إعطاء دفعة قوية للنشاط الاقتصادي بالمنطقة واستثمار مؤهلاتها.

وتعززت هذه المنجزات، التي جعلت الجهة تتبوأ مرتبة متقدمة على مستوى التنمية البشرية مقارنة مع النسبة المسجلة على الصعيد الوطني، بمشاريع أخرى مدرجة ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعد ورشا ملكيا مفتوحا وأهم المشاريع الاجتماعية التنموية الهادفة إلى الارتقاء بمؤشرات التنمية البشرية على الصعيد الوطني، حيث استأثرت "جهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء" (حسب التقطيع الترابي القديم للجهات) خلال الفترة ما بين 2005 و2014 باستثمارات بلغت حوالي 380 مليون درهم في مختلف برامجها، وهي استثمارات ساهمت في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الهشة ورفع مؤشرات التنمية بالجهة.

ويضاف إلى هذه المنجزات مشاريع أخرى توجد في طور الانجاز تهم، على الخصوص، قطاعات الإسكان والتأهيل الحضري والطرق ومحاربة زحف الرمال والطاقات المتجددة وتعزيز المرافق الاجتماعية والثقافية والرياضية.

وإذا كانت المشاريع التي تم إطلاقها بجهة العيون- الساقية الحمراء قد ساهمت في توفير فرص الشغل لفائدة الشباب ومواكبة النمو الديمغرافي بالجهة، فقد تم وضع نموذج تنموي جديد بالأقاليم الجنوبية، يشمل هذه الجهة، يهدف إلى تعزيز المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية بهذه الأقاليم في أفق تنزيل الجهوية المتقدمة.

ومع